هل علينا ان نموت مرتين؟

الأربعاء, 01 تموز/يوليو 2015 23:14 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لا شيء يزدهر في صعدة سوى المقابر، صعدة التي لم يلتفت اليها أحد بعد ان حولها الحوثيون الى شأن خاص (عائلي) حيث يعمل الحوثي على تكريس الحياة اليومية في آداء الصلاة ودراسة ملازم أخيه حسين وزراعة الارض والاستعداد الدائم للحرب والتعبئة والتحشيد وتلقين المواطنين فكرة انقسام الناس الى قسمين: مؤمنين وغير مؤمنين وضرورة محاربة غير المؤمنين بالسلاح، وهذا التقسيم الأخير مبدأ أصيل في كل الحركات الدينية والفاشية عبر التاريخ، ويتشابه الحوثيون والقاعدة تماماً في ذلك. فثقافة الموت أصبحت جزءاً أساساً في مناهج التعليم في المدارس والجوامع والشواهد العامة في المحافظة، حيث أنشأت مقابر خاصة للموتى من منتسبي الحركة الحوثية التي يصرف عليها الكثير من المال والجهد لتميزها عن مقابر الأموات الآخرين من غير الحركة وخلع صفة الشهادة عليهم بحيث لا شهداء سواهم، حتى وهم يحاولون التعاطف مع من يسقطون في قصف طيران التحالف لا يملكون تسميتهم شهداء بل ضحايا شواهد عديدة، تقول ذلك منها ما تم تنصيبه في شوارع صنعاء التي زينوها بصورة حسين الحوثي التي تتخلل كل صورة من صور الضحايا حيث لا شهيد سوى حسين وأتباعه في الحركة.

هكذا وبعد ان أحالوا صعدة لمقبرة انطلقوا في مشروعهم الممجد للموت بحثاً عن تحويل الوطن بأكمله الى مقبرة ابتدأ بصدامهم الاول مع يهود آل سالم ويهود ريدة وتهجيرهم من ديارهم والاستيلاء على ممتلكاتهم قبل ان ينتقلوا الى خصومهم في صعدة حيث بادروا الى طردهم وتفجير منازلهم ليأتي الدور على سلفيي دماج حيث شنت الجماعة عليهم حرباً ضروساً انتهت بتهجيرهم من صعدة، وهكذا اصبحت صعدة خالية من المختلف وجاهزة تماماً كقاعدة جديدة للانطلاق نحو باقي المحافظات ملصقين بخصومهم وبالمجتمع تهم التدعيش والتكفير في مقدمة لتهجيرهم من مدنهم وقراهم مستندين الي ايديولوجيا الموت وثقافة الجهاد والاستشهاد ومخزون هائل من الكراهية يفيض كل يوم حرباً وخراباً وينز دماً في عدن وتعز والضالع ولحج ومارب وأبين والبيضاء وفي كل مكان تقريباً ليبدو المشهد وقد انتقلت مقبرة صعدة وغدت مقبرة أكبر بحجم اليمن.

الحوثيون وفي كل المحطات السابقة لحروبهم دائماً ما كانت تشكل لجان رئاسية لحل إشكالية الحرب ودائماً ما تنتهي بفتح شهية الجماعة لحرب مقبلة جديدة لتتحول اللجان الرئاسية ومفاوضات السلام الى تكتيك حربي يستخدمه الحوثيون لإنهاك خصومهم بالوعود ومخاتلات السلام وبأخذ فسحة من الوقت لاستكمال أعمالهم الحربية على الارض، وبالتالي لا يمكن وبعد كل تلك التجارب المريرة التي عشناها في تفاصيل صعود هذه الفاشية الدينية ان نعتقد بأي إمكانية ممكنة للسلام مع حركة عمودها الفقري الحرب واستعباد الناس. وانه لمن الغريب حقاً ان هناك من ينادي اليوم ويسوق لفكرة الحوار معها، وسؤالنا لهؤلاء: هل علينا ان نموت مرات لنكرر التجربة ذاتها مع جماعة فاشية لا تؤمن بالمختلف ولا يمكن ان تتعايش معه؟، وهل علينا ان نطلب من المدافعين عن أنفسهم وحقهم في الحياة بإلقاء سلاحهم أو حشرهم في خندق واحد مع من يعتدي على حياتهم بتوصيفهم معاً كطرفي حرب؟!.

قراءة 2558 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة