استهدفت سلسلة انفجارات متزامنة في ساعة مبكرة من فجر اليوم الأحد مكاتب خمس منظمات دولية عاملة بمدينة الضالع عاصمة المحافظة، ولم ينجم عنها سقوط ضحايا عدى اضرار في مباني المنظمات وبعض المنازل المجاورة.
وقال مراسل الاشتراكي نت بالضالع أن التفجيرات استهدفت مكاتب منظمات الإنقاذ الدولية وميرسي كور وآكتد وأوكسفام ومركز هيا لتنمية المرأة، بعد تحريضات أطلقتها منذ يومين جماعات دينية متشددة بالمحافظة.
واضاف أن المنظمات أصدرت اليوم قرارات بتعليق كافة أنشطتها حتى إشعار آخر، وأجلت موظفيها إلى العاصمة المؤقتة عدن.
ووصف رئيس اللجنة العليا للإغاثة والأعمال الإنسانية بمحافظة الضالع عبدالحميد طالب، استهداف المنظمات بالعمل الارهابي وانه يهدف إلى زيادة معاناة المواطنين المستفيدين من خدمات المنظمات ودفعهم إلى الفوضى، لعرقلة الجهود الرامية إلى هزيمة المشروع الحوثي وإنهاء الحرب، إضافة إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة.
وأكد إدانة لجنة الإغاثة لمثل هذه الأفعال وتضامنها مع المنظمات الإنسانية بالمحافظة تقديرا لدورها الإنساني في خدمة المواطنين.
وكان خطباء المساجد بمدينة الضالع قد شنوا في خطبة الجمعة الماضية هجوما عنيفا على المنظمات الدولية واتهموها بتجاوز العادات والتقاليد الاجتماعية في المحافظة وتحديدا المتعلقة بالمرأة، فيما استهجن مواطنون هذه الانتقادات واعتبروها تحريضا مباشرا على المنظمات وطواقمها العاملة.
ووصف شيخ دين كبير بالضالع قبل أيام المنظمات الدولية بالكافرة مبينا في تسجيل صوتي له انها تدعو إلى التنصير والكفر، وألمح إلى إمكانية الاستغناء عن خدماتها.
وعقد قبل قليل اجتماع طارئ لقيادات من السلطة المحلية بالمحافظة وقيادات مجتمعية وخطباء وائمة مساجد، لمناقشة الحادثة ومن المقرر أن يصدر بيانا عنه خلال الساعة القادمة.
ولاقت الحادثة استهجان وسخط شعبي كبيرين، وعبر مواطنون عن تضامنهم مع المنظمات العاملة بالمحافظة باعتبارها تقدم خدمات إنسانية كبيرة للناس خصوصا في مجال الصحة والغذاء وايواء النازحين نتيجة الحرب القائمة.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود التي تعمل في المحافظة منذ سنوات قد اغلقت مكتبها مطلع العام الجاري نتيجة استهدافها بسلسلة تفجيرات، ما خلف معاناة كبيرة لدى المستفيدين منها.