أخـــر الأخبــــار

 

ثورة مضادة تقودها الحكومة

الجمعة, 06 حزيران/يونيو 2014 20:27
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

بعد أن رأينا الشعب وقد انتقل من هامش السياسة الى متنها محمولاً بثورته الشعبية التي استطاعت بحق ان تعيد السياسة الى الشأن العام بعد أن كانت قد تحولت بفعل ممارسات النظام الى شأن خــاص بالنخب مرة أخرى يعود إلى هامـش النخب السياسية والتقليدية بعد أن كانت تتملق مزاجه وتتفنن في الدفاع عن هذا المزاج إبان ثورة فبراير الشعبية.

النخب تعاود اليوم اقتسام كعكتها غير عابئة بالمشاكل الاجتماعية التي تضرب بأطنابها بعيداً في عمق المجتمع اليمني ووظيفة الحكومة والتي من المفترض تغيرها كونها أتت بعد ثورة شعبية ما تزال على حالها في انحيازاتها للنخب. والتسوية السياسية يبدو أنها لم تأت على قاعدة التغيير ولم يتعد دورها حدود صنع قتلة ومستغلين جدد أضافتهم الى قائمة المستغلين القدامى وإعادة من تم استبعاده من المستغلين الى القائمة. الجميع لم يستوعب الــدرس والجميع سيدفع ثمن عدم استيعابه والتكلفة سيدفعها الجميع، القوى داخل معسكر النظام وداخل معسكر الثورة وربما تكون الأخيرة في معسكر الثورة ومعها المجتمع من سيدفع الثمن الأفدح والأكثر تكلفة. ربما بسبب إصلاحية تلك القوى التي تدعي الثورية هي ولم تتصرف يوما بما يشير لثوريتها..

ولعل أبرز تناقض في مشهد الثورة الشعبية هو تصدي القوى الإصلاحية لقيادة العمل الثوري مما أوقع الثورة والبلد ككل في هذا المشهد المرتبك والملتبس والذي لم نستطع مغادرته بعد. جزء من هذا الإرباك الحاصل ما ترتكبه هذه القوى في حكومة الوفاق من ممارسات أقل ما توصف بأنها لا أخلاقية ولا تكترث بمعاناة الناس وفقرهم الذي يزداد وطأة بينما تزداد تخمتها وأرصدتها غير المشروعة وأصبحنا حين نتحدث عن الوزراء في صفوف الثورة وعن ما يتقاضوه من أموال يتحدثون عن أن ما يتقاضوه قانوني، طبعاً قانون النظام السابق والذي ما زال يعمل به في كافة الوزارت دون مبادرة لترشيد هذه النفقات الخيالية من وزراء الثورة التي يموت جرحاها في المستشفيات وفي بيوتهم بصمت دون أن يجدوا ثمن علاجهم.

الحكومة الكارثة وبينما الشعب يعـيـش وقائع فقر مدقع تستمر هي فــي بـذخ نفقاتها بأرقام فلكية، والثورة المضادة لا يقودها النظام السابق ومجلس نوابه فقط بل تمثل الحكومة فيها رأس الحربة التي سددت وما تزال تسدد في قلب الثورة. تخيلوا حكومة بهذا الهزال تأتي بعد ثورة شعبية عارمة. إن كان من معرقل حقيقي وواضح لا يمكن أن يكون سوى هذه الحكومة التي تعجز عن كل شيء وتحمل المواطن كل شيء. قوى الثورة الإصلاحية تحملت مسؤولية قيادة الثورة وتقودها من إخفاق الي آخر بإصرار غريب على اقتراف حماقات لن تدفع ثمنها وحدها بل المجتمع برمته سيدفع ثمن هذه الحماقات وهذا الغباء الذي يبدو بلا حدود.

ملاحظة

 لعل ما يثـير السخرية والحنق معاً ما يثار من زوبعة فارغة وتمثيلية سمجة حول قيام مجلس النواب بسحب الثقة عن الحكومة. في حين يعلم الجميع الصفقة القذرة التي تمت في مؤتمر الحوار بين طرفين واحد يصر على بقاء النواب والآخر على الحكومة وفجأة وفي الأمتار الأخيرة على نهاية مؤتمر الحوار وضداً على طلب القوى الوطنية بحل المجلس وتغيير الحكومة تم اتفاق الطرفين على بقاء طرفي الكارثة النواب مقابل الحكومة.

قراءة 1331 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة