خطاب الكراهية والعنف

الجمعة, 21 تشرين2/نوفمبر 2014 19:39
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ما يحتاجه الحوثي اليوم لبناء نظامه الخاص قوة متعصبة ترفض المساومة التوفيقية مع اي كيان أ وتنظيم مختلف .وتعبئتها على اساس ان هذا المختلف شرا محض ومصدر كل مصائبها ليست الحالية فحسب بل  حتى التاريخية منها .ويذكرنا الخطاب العدائي للجماعة بخطابين اخرين متناقضين من حيث الشكل ومتفقين في المضمون لدى عدوين لدودين توسلا الكراهية والعنف  للنيل من بعضهما كان ذلك بالأمس القريب عندما قسم بن لادن  زعيم ومؤسس تنظيم القاعدة العالم الي فسطاطين  خيرا يمثله وجماعته وشر محض تمثله الولايات المتحدة وعطفا على ذلك اتى خطاب بوش الأبن  ليكرر نفس خطاب خصمه ويقسم العالم الي محورين محور للشر  ومحو للخير وترك العالم امام خيار من لم يكن معي فهو حتما ضدي ليخلق هذا الخطاب الوحش القاعدي الذي تمدد في مناطق كثيرة في العالم وسمح كذلك للوحش الامريكي في الانطلاق في العالم والسيطرة على اكثر من بقعة جغرافية في مهمة محاربة القاعدة والطرفان يعتقدان انهما نجحا في خطاب الكراهية والعنف ولكن واقع العالم المختلف يثبت انه اصبح مكان اقل أمن بسبب حروب الكراهية المتصاعدة  .

وبالعودة الي حالة الحوثي الراهنة و الخطاب التعبوي  الذي استخدمه لتحشيد اتباعه وصنع جماعته المؤمنة  والتي ستصبح نفسها خطرا وتهديدا محتملا  للحوثي في مر حلة ما بعد التمكين   وتحقيق اهدافه السياسية وسيحتاج الي اخماد تعصب اتباعه اللذين تم تعبئتهم  وأعددهم الدائم للحرب على مدار عقد من الزمن .في مناطق بعيدة  لا يثق سكانها بالسلطة المركزية التي لم تصل فعليا الي تلك المناطق المحرومة من كل شروط وممكنات التنمية  وان حضرت بهيئة الجابي والمحصل للضرائب والزكوات .التي تثقل كواهلهم  واحيانا  يؤخذ ابنائهم الي جبهات القتال فقد حرصت السلطة على ابقائهم خارج التعليم كي تستخدمهم كمخزون بشري تعبئهم وقت الحاجة اليهم  قبل ان تستخدمهم الحركة الحوثية بالطريقة نفسها لبيقون ضحايا لاضطهاد  تاريخي دائم  .مع فارق تشكل نواة مؤمنة صلبة ومتعصبة  في هذا الوسط ولعلى القوة العسكرية المتنامية للجماعة م هي من تخلق شعورا جماعيا لدى اتباعها بالانتماء ولهذا السبب ايضا سيقع الحوثي كجماعة  في مازق  وجودي  نتيجة خطاب الكراهية والعنف التي تتغذى عليه نواته الصلبة المؤمنة وسيجد نفسه أمام خيارين  إما الاستمرار في الحرب  والحفاظ على تماسك جماعته مع ما يعتور هذا الخيار من مخاوف وتحديات اقتصادية واجتماعية ستفضي حتما الي انهيار ما تبقى  من وجود شكلي للدولة والغرق في اتون الطائفية .وإما الذهاب باتجاه المساومات والتوافقات.

 وبالتالي الوقوع تحت طائلة الاتباع  اللذين تم تعبئتهم  على اساس الرفض  والاستعداد الدائم للحرب وافتعالها وقد  تشهد الجماعة  تمردات  هؤلاء الاتباع  اللذين تم تعبأتهم بخطاب الكراهية والعنف واصبحوا لا يرون  الناس الا كمؤمنين  أو تكفيريين داعشيين ويجب قتالهم  وعلى وقع الخطاب سيتوالد  المؤمنون ويتكاثر الداعشيون   وستستمر حروبهم  ويفنى البلد .

قراءة 1304 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة