فـي وهم السياسي وواقعية الثوري

الأربعاء, 28 كانون2/يناير 2015 20:52 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

(1)

بينما يذهب سياسيوها نحو أوهام إحياء العملية السياسية المنتهية أصلاً ومد آياديهم للانقلابيين دون وعي وربما بوعي في سبيل استعادتها يذهب شباب ثورة فبراير بواقعية الى استعادة الشارع ودعوة الجماهير للتعبير عن مصالحها وتعبئتها باتجاه الانتصار لها في إدراك عميق لوقوع البلد في قبضة احتلال داخلي مرتكزه الطائفي يراكم يومياً عوامل تفجر الحرب الاهلية ولا سبيل لمنعها سوى تدخل شعبي بأفق الوطنية اليمنية. ولعلها ليست المرة الاولى التي تقود فيها النخبة السياسية البلد الى مرحلة الانسداد السياسي كما انها ليست تجربة الشباب الاولى في التداعي لإنقاذ البلد في أصعب لحظاته الحرجة وإعادة ضخ الجماهير في مصب السياسة الراكدة حدث ذلك في فبراير 2011 ويحدث اليوم بعد ان توهمت الكثير من قوى الماضي بإمكانية تحقيق مصالحها الخاصة بإخراج الجماهير من المعادلة والسطو على مكتسباتها وحقها في التغيير. يبدو المشهد للنخبة السياسية، وقد تشكل من أوهامهم في الدستور ومخرجات الحوار واتفاقية السلم والشراكة واتفاق 21 يناير وإمكانية بقائهم وان تذيلوا الحركة الانقلابية التي قضت عملياً على الدستور والحوار والشراكة بينما المشهد من زاوية شباب الثورة يتشكل من انقلاب فاشي وموت العملية السياسية وتجربة سابقة تعتمد واقعية الشارع وتعبئة الجماهير ثورياً وضخها مرة أخرى في مسار الثورة مع تجنب إخفاقات فبراير وتكرار إنجازاته والتي من أبرزها استعادة السياسة كشأن عام والضغط باتجاه تمثيل مصالح المجتمع في أي صيغة قادمة للتغيير. ولعلني أتذكر هنا عبارة اعتاد تكرارها الأستاذ علوي السقاف في ثورة فبراير 2011 في خيمة الشهيد جار الله عمر حينها وفي مقابلة أجريتها معه لصحيفة الثوري حول شعار ثورة الطلاب في فرنسا كونوا واقعيين واطلبوا المستحيل.

(2)

لا تنمو الفاشيات الدينية والعسكرية في أوضاع السلم الطبيعية وتجد حواضنها وفقاساتها في أزمنة الحروب والفاشية الدينية الصاعدة حديثاً في اليمن تذهب باتجاه تفخيخ المجتمع بتفريغه من أدوات السياسة ومن العمل الجماهيري ووضع الجماهير أمام العنف كخيار وحيد للمقاومة وما تقوم به جماعة الحوثي في البلد اليوم يعزز ذلك تعطيل السياسة وقمع الاحتجاجات بعنف ممنهج بغرض توريط الشباب الغاضب باتجاه تنفيس غضبهم تجاهها باللجوء الي العنف والذهاب باتجاه التنظيمات العنفية المناوئة مما يعزز من خيارات الحرب الأهلية بأفقها الطائفي. فاشية الحوثي تذهب بالبلد مذهب فاشية الأســد في سـوريا حين قمع الثورة بأعنف أشكال القمع والتنكيل وأجبرها على الذهاب باتجاه الكفاح المسلح. دمرت سوريا وبقيت فاشية الأسـد جزءاً من ذلك الدمار وكذلك الحال في بقاء الفاشية الحوثية على أنقاض اليمن.

قراءة 1958 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة