أعلنت وزارة الدفاع اليوم الاربعاء عن توقف فوري لاطلاق النار بين مسلحي الحوثي وقوات الجيش في عمران شمال العاصمة صنعاء.

ونقلت الوزارة عبر موقعها على الانترنت عن وقف فوري لإطلاق ابتداءً من ظهر يوم الأربعاء, في جميع نقاط التوتر والاشتباكات في محافظة عمران.

واكتملت دائرة الحرب حول مدينة عمران مشكلة طوقاً من جميع الجبهات بعدما امتدت المعارك هذا الأسبوع إلى محيطها الجنوبي ما استدعى استعانة الجـيش بالمقاتلات الحربية لوقف تقدم الحوثيين الذين اقتحموا حاجز تأمين المدينة عند مدخلها الجنوبي وبدأوا التقدم في أطرافها.

وتضمن نص الاتفاق فين الحوثيين وقوات الجيش  وقف الحشود والتعزيزات والاستحداثات من قبل كل الأطراف, و نشر مراقبين عسكريين محايدين للإشراف على وقف إطلاق النار والتأكد من التزام كافة الأطراف بالتنفيذ

وشدد الاتفاق على الانسحاب من السجن المركزي ونقطة سحب واستلام الشرطة العسكرية لها ,فتح طريق ( عمران –صنعاء ) وتتولى الشرطة العسكرية مسئولية تأمينه.

فقد شنت مقاتلات حربية غارات على مواقع تمركز للحوثيين في محيط عمران يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين في أقوى تحرك من قيادة الجيش لمؤازرة قوات اللواء 310 التي بدأت قتالاً مع المسلحين الحوثيين قبل أكثر من أسبوعين.

وجاء اشتراك سلاح الجو في القتال بعدما سيطر المقاتلون الحوثيون على حاجز للجيش في منطقة السلاطة ومهاجمة ثكنة لقوات اللواء 310 في سود عدان واقتحام السجن المركزي الأمر الذي تسبب في فرار كل نزلائه تقريباً الذين يزيد عددهم عن 300 سجين.

وانتقلت حدة القتال مطلع الأسبوع إلى الجهة الجنوبية من عمران حين شن الحوثيون قصفاً على جبل ضين حيث تتمركز في قمته قوة عسكرية وتنتصب فيها أبراج لتدعيم الاتصالات, وأغلقوا الطريق الرئيس بين عمران وصنعاء.

وقرع اقتراب الحوثيين من جبل ضين ناقوس الخطر لدى السلطات العسكرية لما للجبل الشاهق الذي يبعد عن العاصمة صنعاء بنحو 22 كيلومتراً من أهمية استراتيجية في التحكم بحركة الإمدادات وإمكانية التحكم بحركة الملاحة في مطار صنعاء.

ونقلت وكالة رويترز عن نائب محافظة عمران أحمد البكري قوله إن نحو 100 مقاتل حوثي و20 جندياً قتلوا في المواجهات التي دارت يوم الاثنين.

وتبددت الآمال في التوصل إلى هدنة بعد اتصالات أجراها وزير الدفاع مع قادة حوثيين ومسؤولين عسكريين في عمران بعد يوم دام, إذ اتسمت مواجهات يوم الثلاثاء بالحدة نفسها وامتدت إلى مديرية همدان بصنعاء حيث أعلن المتحدث باسم الحوثيين أن مقاتلي الجمعة سيطروا على جبل الريان في منطقة غيل همدان وهو جبل يبعد عن العاصمة 13 كيلومتراً.

كما سيطر الحوثيون على موقع عسكري في منطقة بني مؤنس وخاضوا اشتباكات على مدى ساعات مع قوات الجيش في منطقة بيت بادي عند المدخل الغربي للمدينة وفي منطقة الضبر إلى الشمال من عمران، إضافة إلى اشتباكات في بيت شايع والسلاطة وسحب وبيت عامر وسودة عدان وجبل ضين والجنات.

كانت المقاتلات الحربية قد أغارت على مواقع للحوثيين في مناطق سحب وسلاطة وعمد ودمرت لهم معسكر تدريب ومخزن سلاح في الأخيرة.

ودوت أصوات الانفجارات والقصف المتبادل طوال ليلة الأربعاء في مؤشر على اشتداد القتال, فيما ندد الحوثيون باشتراك الجيش في قتالهم. وقال بيان للجماعة الحوثية إن استخدام الطيران في قصف مواقعهم «منزلق خطير».

في الغضون دفعت قيادة الجيش بتعزيزات عسكرية من صنعاء إلى عمران لإسناد قوات اللواء 310 بينها دبابات وعربات مختلفة فيما تواصل تدفق المقاتلين الحوثيين من شمال المحافظة ومحافظتي عمران وحجة على جبهات القتال حيث يتكبدون خسائر بشرية مرتفعة.

وفي المقابل، ذكر سكان محليون أن أعداداً كبيرة من رجال القبائل وأعضاء في حزب الإصلاح إلى قرية سمين في منطقة ذيفان حيث للمقاتلين الداعمين لقوات اللواء 310 معسكر يتجمعون فيه.

على الصعيد الإنساني, تزايدت حالات نزوح المدنيين من مدينة عمران والمناطق المحيطة بها. وقدر مصدر إعلامي في المدينة عدد الأسر التي نزحت بأكثر من 700 أسرة.